خبير يكشف الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار في الأردن
أكد رئيس جمعية الضليل للأبقار الحلوب علي غباين إن الارتفاع "غير المسبوق" في أسعار العلف خلال الأشهر الثلاثة الماضية أثر بشدة على مربي الأبقار.
وقال غباين في تصريح صحفي إن الزيادة التدريجية في أسعار الأعلاف بدأت مع ظهور جائحة، ولكن مع تطور الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، ارتفعت الأسعار بشكل لم يسبق يسبق له مثيل بزيادة بلغت نحو 100٪ تقريبًا.
وأضاف غباين أن الطن الواحد من الذرة يبلغ سعره الآن 370 دينارًا بدلًا من 150 دينارًا ، ويبلغ سعر الطن الواحد من فول الصويا 560 دينارًا بدلًا من 310 دينار. إضافة إلى ذلك ارتفع طن البرسيم الواحد من 220 دينار أردني إلى 400 دينار أردني وطن واحد من السيلاج من 110 دينار أردني إلى 180 دينار أردني.
وأشار إلى أن الارتفاع العالمي في أسعار العلف يمكن أن يعزى جزئياً إلى "النتيجة الطبيعية" للوباء، لافتا إلى أنه بسبب عمليات الإغلاق انخفضت عدد المساحات المزروعة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج. كما ارتفعت أسعار شحن الحاويات والتي تعد مكونًا رئيسيًا لتكاليف التجارة.
ولفت أن الزيادة العالمية تتراوح بين 30 و 40 في المائة فقط ، لكن "احتكار" تجارة الأعلاف المحلية هو ما ضاعف أسعارها، مؤكدا في الوقت ذاته أن بعض التجار يستخدمون الحرب "كذريعة" لرفع الأسعار.
وأضاف: "الذرة وفول الصويا ، اللذان يشكلان 45 في المائة من مزيج العلف ، يتم استيرادهما من الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وكندا والأرجنتين" ، مشيرًا إلى أن 5 في المائة فقط من العلف يُزرع محليًا بسبب ندرة المياه في الاردن، مؤكدا في الوقت ذاته أن العلف المباع حاليا مخزون قديم.
وقال غباين "بعد الاتصال بدائرة الجمارك ، وجدت الجمعية أن آخر شحنة من فول الصويا دخلت الأردن في يوليو 2021 ، ودخلت آخر شحنة من الذرة في نوفمبر 2021".
وكانت الجمعية عممت الشهر الماضي قرارا على جميع المزارعين والمصانع ومنتجي الألبان برفع سعر الحليب إلى 55 قرشا للكيلو. بعد التداول ، أحال وزير الصناعة والتجارة والتموين الجمعية إلى النيابة العامة ، مما دفع الجمعية إلى التراجع عن زيادة الأسعار.
وقال غباين إن الغرض من الزيادة ليس زيادة الأرباح ، ولكن "تغطية التكاليف والسماح للمزارعين بالعيش من أجل إنقاذ قطاع ضروري للأمن الغذائي في الأردن".
وتابع غباين "أبلغتنا الوزارة أنه سيتم تشكيل لجنة للنظر في أسعار الحليب والأعلاف بعد رمضان" ، مشيرا إلى أن سعر اللبن يتراوح حاليا بين 45 و 47 قرشا للكيلو ، وهذا السعر معمول به منذ اربع سنوات.
وأضاف أن بقرة واحدة تكلف المزارع 11 دينارًا في اليوم وتنتج ما يقرب من 25 كيلوغرامًا من الحليب يوميًا ، بينما كانت تكلفة البقرة قبل أربعة أشهر تتراوح بين 7.5 و 8 دينار أردني في اليوم.
ويمتلك الأردن ما يقارب من 556 مزرعة فيها 90 ألف بقرة ، وتغطي بالكامل احتياجات السوق المحلية، حيث تشكل منطقة الضليل 80 في المائة من إنتاج الحليب في الأردن -وفقًا لغباين - .
وأشار إلى أن الاستثمار في قطاع تربية الأبقار اللبن يصل إلى أكثر من 2 مليار دينار ، وعدد العاملين المباشرين وغير المباشرين في هذا القطاع يزيد عن المليون.
وأضاف: "ومع ذلك ، إذا لم يتغير الوضع الحالي ، فسيتم إغلاق العديد من المزارع بحلول نهاية العام وسينخفض الإنتاج بنسبة لا تقل عن 50 في المائة".
ولفت غباين إنه بينما يبلغ الإنتاج المحلي من الحليب ما بين 800 إلى 1000 طن يوميا ، فإن كمية منتجات الألبان التي يتم طرحها في السوق المحلي يوميا تصل إلى ما يقرب من 2000 طن من الحليب ، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تثير الشكوك.
واشار أن ذلك يستدعي زيادة الرقابة على مصانع الألبان من قبل دائرة المواصفات والمقاييس ، حيث تستخدم بعض المصانع الحليب المجفف والزيوت المهدرجة وكذلك الدهون النباتية والحيوانية في الإنتاج بدلاً من الحليب الطازج وذلك لخفض التكاليف.
وبين أن اشتراكات الضمان الاجتماعي الإلزامية للعمالة الأجنبية إلى جانب ضريبة العلف ، التي تم فرضها في 2018 وتتراوح بين 4 إلى 16 في المائة ، هي أيضًا من بين التحديات المتزايدة للقطاع ، مشيرًا إلى أن الإعفاء من ضريبة العلف سيساعد القطاع على التعافي.